من قلب مطبخ بسيط في مدينة القضارف، بدأت الحكاية.

لم تكن “حنان عبد الله” تمتلك رأس مال كبير ولا معدات صناعية متقدمة، لكنها كانت تملك شيئاً لا يُشترى: الشغف والمهارة. لطالما أحبّت الطبخ منذ صغرها، ووجدت في إعداد العصيدة والمخبوزات التقليدية وسيلة للتعبير عن ذاتها وحبها للتراث السوداني.

في عام 2017، وبعد أن أنهت دراستها الثانوية، قررت “حنان” أن تبدأ مشروعها من منزلها مستخدمةً فرنًا صغيرًا وبعض أدوات الطبخ المنزلية. كانت البداية ببيع “العصيدة الجاهزة”، المصنوعة من دقيق الذرة المعالج منزليًا، إلى الجيران والأقارب، والذين أحبوا نكهتها المميزة وطريقتها الصحية في التحضير.

لكن المفاجأة أن الطلب بدأ يتزايد. فقررت أن توسّع نشاطها بإضافة مخبوزات شعبية مثل الكسرة، الفطير، والبسكويت البلدي، تحت اسم علامة بسيطة:

“بلدي بطعم البيت”.


رحلة التوسع: من الأحياء إلى المعارض

شاركت “حنان” في معارض محلية للمنتجات النسائية بدعم من جمعية نسوية في المنطقة، وهناك تلقّت أول عرض لتوريد منتجاتها إلى متجر في الخرطوم. لم يكن العرض كبيراً، لكنه فتح باباً جديداً. تطوّر المشروع من مطبخ منزلي إلى ورشة صغيرة، واستطاعت توظيف سيدتين من الحي لمساعدتها.

في عام 2020، حصلت على منحة صغيرة من برنامج تمكين النساء في الأعمال الريفية، استخدمتها لشراء آلات تعبئة وتغليف، مما سمح لها بتوسيع الإنتاج وتسجيل علامتها تجارياً تحت اسم “حنان فودز – Hanan Foods”.


من السودان إلى الإقليم

التحول الكبير جاء في عام 2022، عندما دُعيت للمشاركة في معرض تجاري في أديس أبابا – إثيوبيا، حيث قدّمت نماذج من العصيدة المعبأة الجاهزة والمخبوزات ذات النكهة السودانية الأصيلة. حظيت منتجاتها بإعجاب وفود من دول الجوار، وتمكنت من توقيع أول عقد تصدير إلى متجر للمنتجات الطبيعية في نيروبي، كينيا.

واليوم، “حنان فودز” تنتج ما يقارب 2000 عبوة شهرياً، وتوظف خمس نساء بشكل دائم، وتعمل على إطلاق متجر إلكتروني للتوصيل داخل وخارج السودان.


الدروس التي تلهمنا من قصة حنان:

  1. ابدئي من حيث أنتِ، بما لديكِ. الإمكانيات البسيطة لا تعني نهاية الطموح.
  2. الجودة والنكهة المميزة تبني الثقة. الاهتمام بالتفاصيل في منتجك هو مفتاح الاستمرارية.
  3. لا تخافي من النمو. كل فرصة صغيرة قد تكون بوابة لأفق أكبر.

قصة “حنان” تبرهن أن المطبخ ليس فقط مكانًا للطهي، بل منصة للابتكار والنمو والنجاح الاقتصادي.
في بيئة مليئة بالتحديات، استطاعت أن تصنع لنفسها اسماً، وأن تحمل النكهة السودانية إلى ما وراء الحدود.

هل ترغبين الآن في تحويل هذه القصة إلى تصميم بصري للمشاركة عبر الموقع أو السوشيال ميديا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This field is required.

This field is required.