عندما تصنع الأمل من رماد الحرب
في مخيم للنازحين يقع على أطراف مدينة نيالا بجنوب دارفور، كانت “آمنة موسى” تجلس تحت خيمة صغيرة تفترش الأرض ببقايا من الحصير وتحيط بها نساء وأطفال فقدوا بيوتهم وأمنهم بسبب النزاع المستمر. لكن رغم كل شيء، كانت آمنة تحمل شيئاً ثميناً: مهارة يدوية أصيلة وشغف بمساعدة الآخرين.
“كنت أصنع السلال والطواقي من سعف النخيل في قريتي قبل أن ننزح،” تقول آمنة، “وعندما وصلت إلى المخيم، رأيت في أعين النساء حولي رغبة في العمل، وليس فقط انتظار المساعدات.”
بداية مبادرة “نِسوة تصنع الحياة”
بأدوات بسيطة حصلت عليها من إحدى الجمعيات الخيرية، بدأت آمنة بتنظيم جلسات أسبوعية لتعليم الحِرف اليدوية للنساء في المخيم. شملت المبادرة:
- تعليم حِرف مثل النسيج، وصناعة السلال، والتطريز المحلي.
- تبادل المهارات بين النساء من خلفيات قبلية مختلفة.
- بيع المنتجات في أسواق قريبة بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني.
“كنت أقول لهن: نحن لا ننتظر المعونة، نحن نصنعها بأيدينا.”
نقطة التحول: من مشروع صغير إلى ورشة متكاملة
في عام 2023، حصلت آمنة على دعم تمويلي من منظمة دولية لدعم المرأة، ما مكّنها من إنشاء خيمة أكبر كمركز تدريب حرفي. شمل المركز معدات خياطة بسيطة ومواد خام، وبدأت الورشة تنتج منتجات تُباع داخل وخارج المخيم.
حتى اللحظة، أكثر من 60 امرأة شاركن في ورش التدريب، و15 منهن بدأن مشاريعهن الخاصة داخل المخيم.
التأثير الحقيقي: أكثر من مجرد دخل
لم تكن النتيجة فقط تحسين الدخل، بل بناء الثقة، تعزيز الروح المجتمعية، والتغلب على آثار الصدمة والحرب.
“آمنة أعادت لنا كرامتنا”، تقول إحدى المتدربات، “أصبحنا نشعر أن لنا قيمة.”
رسالة آمنة إلى كل سيدة سودانية:
“لا تنتظري الفرصة، اصنعيها بيدك. الحرب قد تسرق منا الكثير، لكنها لا تستطيع أن تأخذ إرادتنا إن تمسّكنا بها.”